صراحة نيوز- عبد المهدي القطامين
فائض الكلام لم يعد مُجديا والتنطح فِي مظاهرات لا تسمن ولا تغني مِن جوعٍ وحرف البندقية ونقلها من كتف إلى كتف ومن ساحة إلى ساحة، والغمز الذي يمارسه البعض من قناة الأردن بمناسبة وبغيرِ مُناسبة ينبغي أن يتوقف، وحركة التاريخ المعاصر في الأردن منذ كانت قناديل القدس تضاء بزيت الطفيلة والكرك، ومنذ كان رجالها ينضمون صفوفهم في العمل الشعبيّ الفدائيّ دفاعًا عن القدس وفلسطين في ثورة عام ١٩٣٦ ما زالت شواهد قبورهم هناك.
وفي عام ٤٨ كان الجيش الأردنيّ أول من دخل المعركة وآخر من خرج منها مثخنًا بجراحه، والخيانات التي كانت ترتكب من دول عدة وجيوش جرارة.
وفي الـ٦٧ كانت قوافل الشهداء تترى عَلى أسوار القدس وجبال الضفة وفي الكرامة كانت البطولة الأردنيّة قد لقنت المختل المحتل درسًا لم ينساه، وحين تراكض العديد نحو السلام المزعوم كانت البندقية لم تزل في يد الجيش الأردنيّ القابض على جمر قوميته.
وحين كان الطوفان ظل الأردن وحده يقاتل فِي كل الدنيا لحماية عرض الناس في غزة وإسنادهم طبيًا ومأكلًا بعد أن أطبقت الدنيا عليهم الحصار، ثم بعد كل هذا ينبري صبية مراهقون سياسيًا يؤشرون إلى الداخل الأردنيّ مبدين امتعاضهم وخيبتهم، وكأن المطلوب من الأردن وحده أن يحرك جحافله ويحرر لهم الأرض المحتلة وأن يشرد أهله في بلاد الله التي لم تعد واسعة بل تضيق وتضيق.
مُلخص الكلام هذا الأردن منذ خلقه الله ظل عَلى تخوم الأمة، مدافعًا عنها بعديده وعدته وصبر أهله ودم شهدائه وقوت ناسه، يؤثر عَلى نفسه ولو كان به خصاصة ولسنا بحاجة إلى أن نُذكّر فيه كل حين لكننا نقول لا تلزوننا على الطور فمراسنا صعب حد الموت.