صراحة نيوز- بقلم / عوض ضيف الله الملاحمة
وااااعيباه ، وااااخجلاه ، ورخصاااااه ، واااافضيحتاه ، وااااخزياه ، وااااأسفاه .
التنسيق ، والإنسجام ، والتطابق في المواقف ، والإتفاق ضد العرب واضح ، وفاقع ، ومكشوف ، ورخيص .
من حِدّة التهديد ، والوعيد الأمريكي والصهيوني لإيران ، الذي قابله تهديد ووعيد إيراني للطرفين ، كنت كما الكثيرين غيري أخال ان الحرب هذه المرّة هي حرب وجود ، وستكون حرباً طاحنة لن تُبقي ولن تذر . لدرجة انني نحّيت جانباً عدائي التاريخي ، الجيني ، الأبدي الى إيران . واعتقدت مخطئاً ان إيذاء إيران للكيان الصهيوني ، سيكون له فوائد وإنعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية ، بتخفيف الحرب على غزة والضفة الغربية من جانب ، كما تأملت او حلمت بأن إنهاك العدو الصهيوني سوف يجبر العدو الصهيوني على العدول عن مخططاته العدائية ضد وطني الحبيب الأردن ، او على الأقل سوف يؤخرها .
فتبين ان الحرب مفتعلة أولاً ، وثانياً مُتفق عليها بين الثلاثة أطراف ، لتحقيق أهدافٍ كثيرة ربما ستنجلي في قادم الأيام .
النظام الإيراني عادة لا يهتم لأعداد القتلى من شعبه . وان بقاء الملالي في سدة الحكم هو الهدف الأسمى وربما الأولى .
قصف العدو الصهيوني إيران ، وقتل العديد من القادة العسكريين في ضربة واحدة ، مما أثار إستغراب الكثيرين من المتابعين ، لدرجة ان البعض وصف إيران بانها نمر من ورق . وتم ضرب المفاعلات النووية الثلاثة في نطنز ، وفوردو ، وأصفهان . ولم نعرف مدى الضرر . كما لم نسمع عن تلوث إشعاعي في تلك المناطق . وهددت ايران بقصف مفاعل ديمونة ، ووافق مجلس النواب الإيراني على إغلاق مضيق هرمز ، وتبقى موافقة مجمع تشخيص مصلحة النظام .
ثم تدخلت امريكا بجبروتها ، وضربت تلك المواقع ضربات شديدة ومدمرة كما قيل . وبدأ ترقب الرد الإيراني ، وكان التهديد الإيراني عظيماً ومخيفاً ، لدرجة اننا شعرنا وكأن العالم بأسره قد أصبح واقفاً على رِجلٍ واحدة ، يترقب الكارثة التي ستحل بالعالم أجمع . وإذ بالرد الإيراني محدود جداً ، لدرجة انه يمكن وصفه بالسخيف ، الرخيص . وتكشف بل وتأكد انه متفق عليه حيث تم إسقاط ستة صواريخ على قاعدة العيديد الأمريكيه في قطر ، ولم تقع أية أضرار . وبينما الصواريخ تنهمر على قاعدة العيديد وإذ بتغريدة للرئيس الأميركي يعرض فيها وقف الحرب ، وخلال أقل من ساعتين تم الإتفاق على وقف الحرب بين الأطراف الثلاثة !؟
ما هذا !؟ هل نحن أمام مسرحية سخيفة ، ساذجة ، رخيصة ، مُبتذله لهذه الدرجة !؟
لكنني أعتقد ان الأطراف الثلاثة المتحاربة قد حققوا أهدافهم من هذه الحرب المتفق عليها مسبقاً . فبالنسبة الى إيران فقد ثبّت المرشد الإيراني علي خامنئي أركان حُكمه ، بتخلصه من أقوى القادة العسكريين الذين ربما كان على خلاف معهم ، ولا يتفقون معه في تنصيب إبنه . والأهم من ذلك ، ضمن الولاية القادمة لإبنه / مُجتبى ليكون المرشد من بعده . وهذا أكد أيضاً اسباب اغتيال الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي . اما بالنسبة للكيان ، فقد خرج النتنياهو ياهو بطلاً مغواراً لانه هاجم ايران ، وقتل عشرات القادة العسكريين ، وقصف المفاعلات النووية ، مما يعزز مكانته ، ويزيد من شعبيته ليبقى في السلطة ، ويؤخر المحاكمة ما أمكن . أما المخرج العظيم الرئيس الأمريكي ترامب ، فقد كسِب مسميين بانه رجل حرب ، ورجل سلام ، لزيادة شعبيته ، وليحظى بجائزة رجل السلام .
أكاد أتقيأ قرفاً من مسرحية سخيفة مكشوفة . مسرحية تصلح لأن تُعرض على طلبة في المرحلة الإبتدائية ، وليس بأن تكون لعبة بين دولتين لهما ثقلهما العالمي وكيان مصطنع يلعب بهما كيفما شاء .
خِلافاً لما جاء في مقالي السابق الذي نشرته بتاريخ ٢٠٢٥/٦/١٦ بعنوان ((مع إيران .. ضدّ الكيان .. ولوطني الأمان )) ، أعود الى عدائي الجيني الى إيران الفارسية المجوسية . ولن أكون مع إيران في اي زمنٍ من الأزمان .