صراحة نيوز- في الوقت الذي يرى فيه الكثيرون أن المال هو المفتاح للسعادة، جاءت دراسة أسترالية حديثة لتكسر هذا التصوّر، مؤكدة أن السر الحقيقي للرضا النفسي لا يكمن في حجم الدخل، بل في كيفية إدارة المال.
الدراسة، التي تابعت أكثر من 20 ألف شخص على مدى 20 عامًا، كشفت أن ممارسات مالية بسيطة مثل الادخار المنتظم وتسديد الفواتير في موعدها، تترك أثرًا نفسيًا إيجابيًا يفوق في بعض الأحيان أثر امتلاك دخل مرتفع.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة *Stress and Health*، حيث أظهرت أن الانضباط المالي—not الثروة—هو العامل الأكثر تأثيرًا في تحقيق الاستقرار النفسي والرضا العاطفي، حتى في ظل ظروف اقتصادية معقدة مثل أزمة 2008 أو جائحة كورونا.
ولفت الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يديرون أموالهم بشكل جيد ويتمكنون من الادخار، ولو بدخل محدود، يعانون من مستويات أقل من التوتر ويشعرون برضا أكبر عن حياتهم، مقارنةً بمن يمتلكون نفس الدخل دون التزام بالعادات المالية السليمة.
ويعود ذلك إلى ما يُعرف بـ”الضغوط المالية الخفية”، أي الشعور المزمن بالقلق من عدم القدرة على تغطية نفقات طارئة أو التزامات مفاجئة. ومع غياب إدارة مالية فعّالة، يدخل البعض في دوامة الاقتراض والديون التي تزيد الضغط بدلاً من تخفيفه.
ومن اللافت أن تأثير هذه العادات كان أوضح لدى الرجال فيما يخص الادخار، رغم أن كلا الجنسين أظهرا تحسنًا في الحالة النفسية بفضل الانضباط المالي. وأكدت الدراسة أن العلاقة بين الصحة النفسية والإدارة المالية ليست عكسية، ما يعني أن تحسين العادات المالية هو خطوة مباشرة نحو تحسين جودة الحياة، وليس نتيجة لها.