صراحة نيوز – يوم أول من أمس صادف العيد الحادي والثلاثون لسمو ولي العهد حفظه الله، وللأمير الحسين بن عبدالله الثاني في قلوب الأردنيين منزلة فهو للشباب على وجه الخصوص صديقًا عزيزًا وأخًا مُقرَّبًا ومحاورًا ومصغيًا لكل شأن من شؤونهم، وهو للكبار من رجالات الدولة خاصة ممن لازموا جدّه الحسين، موقِّرًا ومُقدِّرًا لدورهم وزائرًا لهم في منازلهم بتواضع هاشمي عزّ نظيره، وهو للجند واحدًا منهم ورفيق سلاح لا يُشقّ له غُبار.
يأتي عيد ميلاد سمو الأمير الحسين والمملكة الأردنية الهاشمية تسير بقيادة جلالة الملك بخطى واثقة نحو التحديث الشامل وفي مرحلة تعد من الأكثر أهمية في تاريخ الدولة الحديثة، حيث تتقاطع إرادة التقدم مع طموحات الأجيال الشابة، لتشكل معا مسارا واعدا نحو أردن رقمي مزدهر، وفي مثل هذه المناسبة حريٌّ بنا التوقف بعجالة على أبرز الأولويات التي شكلت مرتكزات رئيسية في تفكير ورؤى سمو ولي العهد لاسيما تلك المتعلقة بتأكيداته على التوجه نحو التدريب المهني والتقني ووضع برامج عملية جادة تهدف إلى “التدريب من أجل التشغيل”، ولطالما لفت سموّه وفي أكثر من مناسبة إلى أهمية إقبال الأفراد على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبرامج التشغيل الذاتي، ونشر ثقافة المبادرة والريادة في المجتمع.
وحيث كان سموه أميرًا شابًّا يدرك الأهمية القصوى التي يجب إيلاؤها للشباب والاستجابة لمتطلباتهم وتحقيقًا لطموحاتهم فقد أولى اهتماما خاصا بمجالات ريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والابتكار، إدراكا منه بأنها أدوات رئيسة في بناء مستقبل اقتصادي قوي ومستدام وترجمة لذلك نرى باستمرار متابعاته الشخصية والمباشرة لتنفيذ المبادرات الوطنية التي تخدم فئة الشباب خاصة المرتبطة بتمكين الريادة والابتكار، وفي الذاكرة الحية إطلاق سموه لمبادرات نوعية أبرزها مبادرة “Jordan Source”، بهدف الترويج للأردن كمركز إقليمي لصادرات الخدمات الرقمية والتي أسهمت في استقطاب استثمارات وشركات عالمية، ووضع المملكة على خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي، وبشكل عام فإن دعم سمو ولي العهد للتعليم التقني والرقمي ساهم في ترسيخ بيئة محفزة قائمة على الابتكار وريادة الأعمال، وشجع الطلاب خاصة في الجامعات على التوجه إلى مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني.
سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يحرص على متابعة كل ما يرتبط بمستقبل الشباب في الأردن، وانخراطهم في المجتمع وحصولهم على التعليم والفرص الاقتصادية. وذلك انطلاقا من قناعته بأن الشباب يمكن أن يتفوقوا إذا ما أتيحت لهم الأدوات والوسائل المناسبة، وهو ما ظهر واضحا في مبادراته وبرامجه ونشاطاته الساعية للتواصل مع الشباب الأردني في المدارس والجامعات والمنتديات التي كانت تشهد حوارات مباشرة وغنية بالأفكار الخلاقة التي كانت توجيهات سموه سببا في الإسراع في تنفيذها ضمن أقصى طاقات وإمكانات متاحة إيمانًا منه بمقدرة الشباب على إحداث التغير المنشود لأنهم الأكثر استيعابًا لمفردات التكنولوجيا الحديثة.
ولا يمكن القفز عن دعوات سموه لمحاربة البطالة وتطوير بيئة التدريب المهني والتعليم التقني وتزويد الشباب بمهارات يحتاجها سوق العمل، تسهم بخفض نسبة البطالة وتوفر فرص عمل جديدة، وهي دعوات تعتبر من الضرورات التي يجب العمل على إنفاذها بشكل فوري لا يقبل التأجيل مع التركيز على أهمية تمكين الشباب بمهارات جديدة تتناسب مع التطور التكنولوجي، خاصة المهارات الرقمية، وضرورة بناء قدرات المدربين القائمين على عملية التدريب لمواكبة التطورات التكنولوجية وتطوير المناهج بالشراكة مع القطاع الخاص لتتواءم مع متطلباته.
في عيد ميلاد الأمير المحبوب نستذكر أقرب الانجازات التي أدخلت الفرحة في قلب كل أردني واعني بها تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم والذي كان فخرا اردنيا لكل العرب وكان لسمو الأمير الحسين دور لا يمكن انكاره حيث كان لتواجده مع المنتخب في المبارايات داخل وخارج المملكة وحضوره معهم في غرف التدريب وتشجيعه للاعبين بافخم عبارات التشجيع اثر بالغ في تحقيق الإنجاز التاريخي الذي طال انتظاره.
لهذا نحن نحبّ الأمير الحسين ونفرح في عيد ميلاده، وكيف لا نحبه وهو قائد الروح الإيجابية التي يشحن بها طاقات الأمة للنهضة والتقدم، وأنه ما كان إلا واحدًا من الشعب وإلى الشعب، وحين نكتب عن سمو ولي العهد لا نستأذنه لأننا إن فعلنا ذلك جزمنا أنه لن يدعنا، فهو الأمير الذي يزداد تواضعاً وقناعة برغبته أن تمرّ كل تحركاته دون إطراء أو مديح أو إشارة، لكننا نحبه وبقدر محبتنا له نكتب إليه.