صراحة نيوز- المهندس : م مدحت الخطيب
في مكالمة هاتفية مؤثرة، تحدث الإعلامي عامر الرجوب مع أحد أبطال الدفاع المدني الأردني، المقدم مهند العجارمة، قائد الفريق الأردني المشارك في إطفاء حرائق اللاذقية. وبينما كان يشرح الجهد الجبّار الذي يبذله الفريق وسط النار والدخان والظروف القاسية التي يواجهها الفريق، قال جملة عابرة لكنها أثقل من كل الخطب:
«هاي سمعة بلد.»
ثلاث كلمات، بسيطة لكنها عميقة، لخّصت ما عجزت عنه عشرات المؤتمرات، ومئات التصريحات، وآلاف الهتافات والأهازيج في الوطن.
نعم، سمعة البلد لا تُبنى بالصراخ في المهرجانات، ولا بالتصفيق في قاعات الاحتفال…
سمعة البلد تُصنع هناك، حيث لا كاميرات، ولا أضواء، ولا جماهير، ولا مطبّلين… سمعة البلد هي إنسان يؤدي واجبه، بضمير حي، وقلب صادق.
الضابط العجارمة لم يكن يخطب، ولم يكن يبحث عن إعجاب أو شهرة، بل كان يعبّر عن مبدأ يعرفه أبناء «الفوتيك» والعسكر… إنّ الأردن وطنٌ لا ساحة لأصحاب الأجندات وتجار المال.
نعم، إنها سُمعة بلد.
فكم من مسؤول مرّ علينا رفع شعار «الأردن أولاً»، ثم وضع مصلحته أولاً وأخيرًا؟ قبل هذا الشعار.
وكم من موظف يسرق وينهب الوطن والمواطن، ويستبيح مال الدولة ليل نهار؟
وكم من مؤسسة تتغنى بالولاء والانتماء، وهي لا تنتمي إلا للمنافع والمظاهر الكاذبة التي تخدمها وتخدم من يعمل بها؟
«هاي سمعة بلد» ليست مجرد عبارة… إنها ميثاق شرف ورجولة.
هي شعار للذين يعملون بصمت، ويحترقون ليبقى وجه الوطن مضيئًا أبيض.
تحية للرجال الذين يفهمون أن سمعة الأردن لا تُباع، ولا تُشترى، ولا تُجمَّل… بل تُبنى بالفعل، بالنار، بالعرق، وبالنية الصافية…
تحية صدق لخير أجناد الأرض، في حلّهم وفي ترحالهم، فهم آخر قلاع الدفاع عن الوطن بصدق.. .
م مدحت الخطيب
# الدستور