صراحة نيوز- بينما أصبح الصلع جزءًا من الإطلالة المميزة لبعض المشاهير، لا يزال الكثيرون يسعون للحفاظ على شعرهم، ويبدو أن الحل قد يأتي من أعماق البحار.
بدأ أطباء الجلد والتجميل مؤخرًا بالترويج لعلاج مبتكر لتساقط الشعر، يعتمد على حقن مستخلص من الحمض النووي المأخوذ من الحيوانات المنوية لأسماك السلمون أو التروتة. يُعرف هذا المركب طبيًا باسم البولينيكليوتيدات، ويُستخدم لتحفيز نمو الشعر وتحسين صحة فروة الرأس.
ورغم أن التقنية ليست جديدة بالكامل — حيث استخدمت منذ أكثر من عقد في كوريا الجنوبية — إلا أنها بدأت تحظى بشعبية متزايدة في أوروبا والولايات المتحدة، خاصة مع تنامي الإقبال على العلاجات الطبيعية وغير الجراحية.
يعتمد العلاج على تنشيط الخلايا الليفية في الجلد، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في دعم بنية الأنسجة. وعند حقن البولينيكليوتيدات في فروة الرأس، تعمل على تحفيز تجديد الأنسجة وتنشيط بصيلات الشعر، مما يعزز الدورة الطبيعية لنموه.
الدكتورة غيزم سيمين أوغلو، أخصائية علاج تساقط الشعر في عيادة “لونجيڤيتا” بلندن، توضح أن فعالية العلاج ترتبط بعمق الحقن. فبينما يُساعد الحقن السطحي (1 ملم) على إنتاج الكولاجين، فإن الوصول إلى بصيلات الشعر يتطلب حقنًا أعمق يتراوح بين 3 إلى 4 ملم، بحسب سماكة فروة الرأس لدى كل مريض.
عادة ما يخضع المريض لسلسلة من 3 إلى 4 جلسات، تستغرق كل واحدة منها نحو نصف ساعة، وتُقدر تكلفة الجلسة الواحدة في بريطانيا بحوالي 400 جنيه إسترليني.
ورغم أن العلاج يُعد آمنًا نسبيًا، إلا أن الأطباء يحذرون من آثار جانبية بسيطة مثل الكدمات أو الصداع، مؤكدين أنه لا يناسب جميع الحالات، خصوصًا من يعانون من أمراض مزمنة أو تحسس من مكونات العلاج.
ويُصيب الصلع الوراثي، أو ما يُعرف بـ “الصلع الذكوري النمطي”، حوالي 50% من الرجال حول العالم، وقد تبدأ أعراضه في سن مبكرة. وتشمل العلاجات التقليدية المينوكسيديل الموضعي ودواء فيناسترايد الفموي، لكن نتائجها تختلف من شخص لآخر.
ويُقارن الأطباء هذا العلاج بتقنية البلازما الغنية بالصفائح (PRP)، التي تعتمد على حقن البلازما المستخلصة من دم المريض نفسه. وتقول د. غيزم:
“حقن الحمض النووي من السلمون تشبه إلى حد كبير تقنية البلازما، فهي لا تزيد من سماكة الشعرة، لكنها تُحفز الجسم على تجديد الأنسجة وتنشيط البصيلات بشكل طبيعي.”