صراحة نيوز- تواجه أوروبا تهديدًا صحيًا متزايدًا مع تفاقم ظواهر تغير المناخ، حيث حذر خبراء من احتمال انتشار حمى الضنك، وهي عدوى فيروسية تنقلها بعوضة النمر الآسيوي، في مناطق واسعة من القارة خلال السنوات المقبلة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن حمى الضنك، التي كانت تقتصر في السابق على المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، أصبحت اليوم تقترب من أوروبا مع توسع موائل البعوض الناقل للمرض، بفعل ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الطقس.
ويشير باحثون من جامعة مونبلييه في جنوب فرنسا إلى أن بعوض النمر الآسيوي قد يجد ظروفًا مثالية للتكاثر والانتشار في مدن أوروبية كبرى مثل لندن، فيينا، ستراسبورغ، وفرانكفورت، وذلك في فترة قد لا تتجاوز العقد من الزمن.
وتقول الدكتورة أندريا راديتشي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: “تشير التقديرات إلى أن البعوض قد يستقر شمال فرنسا في غضون عشر سنوات، ومن هناك يمكن أن ينتشر بسهولة إلى مدن أخرى مثل لندن، التي تملك بالفعل مناخًا ملائمًا لهذا الناقل.”
وتُعد حمى الضنك من الأمراض التي ارتفعت معدلاتها بشكل كبير عالميًا، حيث قفز عدد الحالات المسجلة لدى منظمة الصحة العالمية من نحو نصف مليون حالة عام 2000 إلى أكثر من 5.2 مليون حالة بحلول 2019.
وتكمن الخطورة في أن هذا البعوض يضع بيضه في المياه الراكدة، وعند درجات حرارة مناسبة، تتحول اليرقات إلى بعوض بالغ قادر على نقل الفيروس. وقد تم تسجيل أول ظهور لبعوضة النمر الآسيوي في ألبانيا عام 1979، ومنها بدأت بالتوسع ببطء نحو جنوب غرب أوروبا.
وبيّنت النماذج المناخية والبيئية الحديثة أن وتيرة انتشار هذه البعوضة تسارعت بشكل ملحوظ، إذ ارتفع معدل تحركها شمالًا في فرنسا من 6 كيلومترات سنويًا في عام 2006 إلى 20 كيلومترًا سنويًا بحلول عام 2024، ما يعني أن استيطانها شمال فرنسا متوقع بحلول عام 2035، وربما تصل إلى لندن بعدها بفترة قصيرة.
ورغم أن حمى الضنك ليست قاتلة في معظم الحالات، إلا أن منظمة الصحة العالمية تحذر من أنها قد تتسبب في مضاعفات خطيرة أو الوفاة في حالات نادرة. وحتى الآن، لم يُعتمد سوى لقاح واحد مضاد للمرض، رغم أن عدة لقاحات أخرى لا تزال قيد التجارب والتقييم.
هذا التهديد المتزايد يدعو الحكومات الأوروبية إلى الاستعداد الصحي المبكر، خصوصًا في ظل استمرار ظواهر تغير المناخ التي تُهيّئ بيئة خصبة لانتشار أمراض لم تكن مألوفة في القارة من قبل.