هل الكسل سرّ طول العمر؟ بين نظرية الطاقة الحيوية والحقائق العلمية

2 د للقراءة
2 د للقراءة
هل الكسل سرّ طول العمر؟ بين نظرية الطاقة الحيوية والحقائق العلمية

صراحة نيوز- عاش رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل حتى سن 91 عاماً، وكذلك المستشار الألماني الأسبق كونراد أديناور، بينما توفيت والدة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 101 عام. ما يشترك فيه هؤلاء جميعاً أنهم لم يمارسوا الرياضة في حياتهم.

وعلى الجانب الآخر، رحل بعض الرياضيين، خصوصاً العدّائين، في سن مبكرة دون بلوغ الخمسين، ما يطرح تساؤلاً: هل الإفراط في ممارسة الرياضة قد يضر أكثر مما ينفع؟ وهل نمط الحياة الخامل قد يكون مفتاحاً لطول العمر؟

هذه الفكرة يتبناها الدكتور بيتر أكست، أستاذ العلوم الطبية بجامعة فولدا الألمانية، والمتخصص في علم الشيخوخة. يطرح أكست نظرية مفادها أن الإنسان يولد بمخزون محدود من “الطاقة الحيوية”، وكلما أنفقه بشكل أسرع – سواء من خلال التمارين المكثفة أو أسلوب الحياة المجهد – تقدّمت به علامات الشيخوخة بسرعة أكبر.

وبحسب أكست، فإن الراحة، النوم الكافي، والكسل النسبي قد تكون مفاتيح لصحة جيدة وطول عمر، مستشهداً بأمثلة مثل العدّاء السوفيتي فلاديمير كوتس الذي توفي عن 48 عاماً بنوبة قلبية، وعدّائين آخرين توفوا في عمر مبكر بعد مشاركتهم في سباقات الماراثون.


فبحسب أناستاسيا سيفاكوفا، كبيرة الباحثين في المركز الوطني الروسي للبحوث الوراثية، فإن الأدلة العلمية تميل بوضوح إلى التأكيد على أهمية النشاط البدني المعتدل في تحسين جودة الحياة وزيادة متوسط العمر المتوقع. وتوضح أن الكسل ليس سبباً مباشراً لطول العمر، بينما النشاط المعتدل يساهم في تقوية القلب، تحسين اللياقة، والوقاية من الأمراض المزمنة.

سيفاكوفا تشير أيضاً إلى أن المبالغة في التمارين أو ممارستها بشكل خاطئ قد تؤدي إلى أضرار، لكن التوازن هو المفتاح، حيث توصي بممارسة الرياضة بشكل منتظم ومناسب للحالة الصحية لكل فرد.

في النهاية، قد لا يكون الكسل بحد ذاته وصفة سحرية لطول العمر، لكنه أيضاً لا يجعل الرياضة المكثفة ضرورة حتمية للجميع. الاعتدال، كما يبدو، هو الخيار الأكثر أماناً.

Share This Article