صراحة نيوز – عدي أبو مرخية
نظم طلاب النظام الجديد BTEC حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي مطالبين وزارة التربية والتعليم بسماع صوتهم. وقد لجأوا إلى تنظيم مجموعات لمناقشة قضاياهم، إضافةً إلى التعليق على جميع منشورات وزارة التربية والوزارات الأخرى، في محاولة للضغط على الوزارة ودفعها للرد.
ورغم هذه الحملة المكثفة، لم يُسجّل أي تجاوب رسمي أو اهتمام إعلامي واسع، الأمر الذي جعل الطلبة يؤكدون أن أصواتهم “تضيع في الهواء”، بينما لا يعلمون إن كانت الوزارة لا ترى أو لا تسمع، أو أن الرد يحتاج لأكثر من شهر من الاجتماعات!
شهادات من الطلبة
تقول إحدى الطالبات من تخصص BTEC IT دفعة 2008:
“العبء كبير بسبب المواد المشتركة مقارنة بطبيعة التعليم المهني اللي بيركز على الجانب العملي. ومع هيك ما في تسليط إعلامي أو قرارات واضحة من الوزارة. كمان في سوء تعامل من بعض المعلمين بخصوص معايير التقييم وحرمان من العلامة الكاملة بدون سبب. إحنا بحاجة لزيادة الساعات العملية والتدريبية، ونحتاج نعرف كمان لأي جامعات حكومية ممكن ندخل، لأنه مش الكل بيقدر يدرس بجامعات خاصة. المشاريع طويلة وبتاخذ أكثر من أسبوعين، ومع مواد التوجيهي المشتركة صار الحمل فوق الطاقة.”
ويضيف طالب آخر:
“والله انو انضحك علينا ضحكة بتجنن. فتنا BTEC متحمسين، لقينا نفس مواد الأكاديمي تقريبًا ومشاريع طويلة جدًا. أنا تخصصي زراعي، ليش بدي مواد مشتركة؟! وبالأخير لما ييجي المعدل ضعيف بيحكوا عن طلبة المهني مش شاطرين، مع إنو في طلاب BTEC أشطر من الأكاديمي بكثير.”
المطالب الرئيسية للطلاب
في رسالة جماعية موجّهة للوزارة، أوضح طلاب دفعات 2008 و2009 أبرز مطالبهم، ومنها:
تخفيف المواد المشتركة أو تقليص محتواها، وعدم الجمع بين كتب الأول والثاني ثانوي.
إعادة النظر في حجم وصعوبة المشاريع، وجدولتها تدريجيًا بدل تكديسها بشكل متتالٍ يرهق الطالب.
مراعاة ظروف الدوام والغياب، حيث إن تجاوز 12 يومًا يؤدي للفصل، وهو ضغط نفسي وجسدي كبير.
العدالة بين الدفعات: تمت الاستجابة لمطالب دفعة 2007، بينما 2008 و2009 ما زالوا ينتظرون أي رد.
توحيد آلية التقييم: إذ أن تقييم بيرسون يعتبر “غير عادل”، فحتى لو حصل الطالب على درجات ممتازة (D) في كل الواجبات، وواجب واحد فقط (P) مقبول، تظهر النتيجة النهائية (P)، وهذا “ظلم كبير” على حد وصفهم.
هموم يومية وضغط نفسي
الطلبة أكدوا أنهم يعيشون تحت ضغط نفسي هائل نتيجة تداخل المشاريع مع الامتحانات المشتركة. أحد الطلاب كتب:
“المشاريع بتوخذ أسبوعين أو أكثر، وخلالها بنضطر نوقف دراسة المواد المشتركة. كيف نلحق ننجز ونحضر للوزاري بنفس الوقت؟! بدنا يا نقدم وزاري الأول ثانوي أو الثاني ثانوي، بس الاثنين مع بعض مع المشاريع إشي مستحيل. احنا بشر مش آلات.”
وأشار آخرون إلى أن طريقة تعامل بعض المعلمين خلال التقييمات تكشف “قلة خبرة” وتؤدي لشعور الطلبة بالغبن، إضافةً إلى أن المشاريع غير مدروسة من حيث الحجم والزخم:
“المفروض تخفيف المشاريع لأنها التجربة الأولى، وتكون تدريجية مش كلها ورا بعض. الوضع الحالي بشتّت الطالب وبحطّه تحت ضغط رهيب.”
الطلاب الذين أطلقوا حملتهم تحت وسم:
#تخفيف_زخم_المواد_المشتركة_لطلاب_BTEC_2008_بسبب_ضغط_المشاريع_والتقارير
يؤكدون أن الهدف ليس التهرب من المسؤولية، بل المطالبة بتوازن واقعي بين متطلبات البرنامج العملي والمواد الأكاديمية، وضمان عدالة تقييمية ومستقبل جامعي واضح.
وبين “مشاريع بدها أسبوعين” و“مواد مشتركة بمستوى جامعي”، ما زال طلبة BTEC ينتظرون أن تلتفت الوزارة لمعاناتهم، قبل أن تتحول قضيتهم إلى مثال جديد على الإهمال والصمت الرسمي.