قصف الدوحة لاغتيال قادة حماس في قطر صفعة للسيادة العربية

2 د للقراءة
2 د للقراءة
قصف الدوحة لاغتيال قادة حماس في قطر صفعة للسيادة العربية

صراحة نيوز- بقلم / د حمزة الشيخ حسين

في خطوة غير مسبوقة هزّت المنطقة، أقدمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أمس على قصف العاصمة القطرية الدوحة في محاولة لاغتيال عدد من قادة حركة حماس الذين وصلوا قبل ساعات من العملية لعقد اجتماعات داخلية وبحث مقترح الهدنة المطروح أميركياً عبر إدارة ترامب، وبمشاركة الوسيط القطري.

الهجوم مثّل خرقاً صارخاً لسيادة دولة عربية، ورسالة واضحة مفادها أن الكيان بات لا يتورع عن تجاوز كل الخطوط الحمراء لتحقيق أهدافه الأمنية. فالعملية لم تستهدف مجرد موقع فلسطيني، بل ضربت قلب دولة ذات سيادة وعضو فاعل في المنظومة العربية، ما يجعلها صفعة للسيادة العربية بأسرها.

الحدث يأتي بعد سلسلة من التنقلات المعقدة لقيادات حماس، الذين اضطروا لمغادرة الدوحة سابقاً بعد تلقيهم تهديدات مباشرة بالاغتيال، فانتقلوا إلى تركيا، قبل أن يتعرضوا هناك لضغوط أمنية جديدة دفعت أنقرة لفتح قنوات مع القاهرة. مصر رحّبت باستقبال بعض القادة، وأبلغت الكيان بشكل رسمي أن أي عملية اغتيال على أراضيها ستُعتبر اعتداءً مباشراً على أمنها القومي، وهو ما جعل إسرائيل تتردد في استهدافهم داخل مصر.

لكن عودة بعض القيادات إلى الدوحة لحضور الاجتماعات فتحت الباب أمام العملية، التي وضعت قطر في قلب المواجهة، وأحرجت المنظومة العربية أمام الرأي العام. فالقضية لم تعد محصورة في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، بل باتت تمس مباشرة سيادة العواصم العربية، وتجعل كل دولة عرضة لانتهاك مماثل إذا لم يكن هناك موقف موحد وردع جماعي.

إن قصف الدوحة أمس ليس مجرد حادث عابر، بل مؤشر خطير على مرحلة جديدة من التصعيد، ورسالة بأن الاحتلال يسعى إلى فرض معادلة أمنية جديدة تتجاوز الحدود والعواصم. والسؤال المطروح الآن: كيف ستتعامل الدول العربية مع هذه الصفعة؟ وهل نشهد مواقف جماعية تحمي السيادة العربية أم يبقى الموقف محصوراً في بيانات الشجب والتنديد؟

Share This Article