صراحة نيوز- أكد خبراء عقاريون أن ارتفاع أسعار الإيجارات في دبي دفع عدداً متزايداً من المقيمين نحو التملك، مدعومين بتوافر مشاريع عقارية تسمح بالشراء التدريجي وخطط سداد مرنة، إضافة إلى التمويل العقاري التنافسي.
وأوضح الخبراء أن حجم الإقبال على التأجير في دبي انخفض بنسبة 4% منذ بداية العام، مع تراجع العقود الجديدة بنسبة 14% وارتفاع طفيف في عقود التجديد بنسبة 2.6%، ما يعكس رغبة المقيمين في الشراء بدلاً من الاستئجار. كما أشاروا إلى أن العائلات المقتدرة والمهنيين الشباب يتصدرون هذا التوجه، باعتباره وسيلة لبناء رأس المال وضمان الاستقرار طويل الأمد وتجنب كلفة الإيجار المتصاعدة.
وفي هذا السياق، قال أحمد الدولة، رئيس مجلس إدارة شركة «أون بلان» العقارية، إن المشاريع العقارية الحديثة توفر إمكانية الشراء التدريجي وخطط سداد تمتد من سنتين إلى ثلاث سنوات، لافتاً إلى أن بعض المطورين بدأوا تقسيم الوحدات السكنية داخل الأبنية لمنح المستأجرين فرصة التملك في العقار نفسه. وأضاف أن السوق يشهد تصحيحاً للإيجارات المرتفعة، مدعوماً بتسليم نحو 150 ألف وحدة سكنية جديدة بحلول 2026، وهو ما يعزز العرض ويخفف الضغط على الأسعار.
وأشار الدولة إلى أن البنوك تقدم تسهيلات تمويلية بأسعار فائدة تنافسية، ما يعزز الطلب على التملك، خصوصاً مع توقعات بانخفاض أسعار الفائدة تدريجياً، مؤكداً أن استقرار المقيمين يعد عاملاً أساسياً في زيادة الطلب على العقارات، بما يجعل دبي وجهة مفضلة لأصحاب الثروات الباحثين عن أصول طويلة الأمد.
من جانبه، أكد دانييل هادي، الرئيس التنفيذي لشركة «إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط»، أن التملك أصبح خياراً مفضلاً للمقيمين الباحثين عن أمن معيشي وقيمة مستدامة، معتبراً أن التحول نحو التملك يمثل مرحلة جديدة في سوق دبي العقارية، التي لم تعد محصورة في الدورات الاستثمارية القصيرة. وأوضح أن نمو سوق العقارات السكنية مدعوم بالتدفقات الاستثمارية العالمية نحو مشاريع البيع على الخريطة، إلى جانب الإقبال المتزايد من المقيمين على التملك، متوقعاً استمرار الزخم حتى الربع الأخير من 2025.
بدوره، أشار عبد الكريم الملا، الرئيس التنفيذي لشركة «ستاندرد لإدارة العقارات»، إلى أن ارتفاعات الإيجارات خلال 2023 و2024 دفعت المستأجرين لإعادة تقييم خياراتهم، وأن تسهيلات التمويل، بما فيها إمكانية تمويل 80% من قيمة العقار، عززت توجههم نحو التملك. وأضاف أن الربط بين التملك والإقامة الطويلة مثل التأشيرة الذهبية، شجع على اتخاذ قرار الشراء كخيار معيشي طويل الأجل وليس مجرد استثمار.
وكشف تقرير شركة «إنجل آند فولكرز» عن زيادة مبيعات السوق الثانوية بنسبة 22% في الأشهر الثمانية الأولى من 2025، مع تسجيل 17,879 صفقة بقيمة 42.4 مليار درهم، بزيادة 17% في الحجم و12% في القيمة على أساس سنوي. وارتفعت أسعار العقارات المتوسطة إلى 1,664 درهماً للقدم المربعة، بزيادة 16.3%، فيما بلغ متوسط العائد الإجمالي للإيجار 6.76%، مع 7.12% للشقق و4.92% للفلل، ما يعكس استمرار جاذبية السوق مقارنة بالمدن العالمية.
وأشار التقرير إلى استمرار الطلب الواسع على العقارات من المقيمين داخل الإمارات والمشترين الدوليين من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، بينما يقود المقيمون الطفرة في سوق إعادة البيع. كما ساهمت القروض العقارية بنسبة 70–80% وخطط الدفع المدعومة من المطورين في تعزيز مبيعات العقارات على الخريطة، مع الحفاظ على معدلات فائدة تنافسية تبلغ نحو 3.9%.
