صراحة نيوز- قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن تأخر رد المقاومة على الهجوم البري الإسرائيلي شمال غزة مرتبط ببطء تقدم قوات الاحتلال، واصفاً تحركاتها الميدانية بأنها “محدودة جداً”.
وأوضح أن الاحتلال، رغم مرور أكثر من ثلاثة أيام على بدء العملية، يدفع بفرق عسكرية تتحرك ببطء شديد داخل مناطق شبه خالية، بهدف القضاء على أي مظاهر للحياة، مشيراً إلى أن غياب المقاومة في تلك المناطق حال دون وقوع اشتباكات مباشرة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس الأربعاء مواصلة توسيع عملياته البرية في مدينة غزة، بالتزامن مع غارات عنيفة استهدفت مواقع بينها مستشفيات، وارتكبت مجازر بحق المدنيين، بينما استمر نزوح آلاف الفلسطينيين نحو وسط وجنوب القطاع.
وأضاف الدويري أن الاحتلال يركز جهوده لتحقيق هدف أساسي يتمثل في تهجير الفلسطينيين قسراً من شمال القطاع، من محور نتساريم وصولاً إلى أقصى الشمال، عبر تحويل هذه المنطقة إلى أرض غير صالحة للعيش، تمهيداً لإحلال مستوطنات إسرائيلية مكان بيوت الفلسطينيين المدمرة.
وأشار إلى أن المسافة بين محور نتساريم وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع لا تتجاوز 10 إلى 12 كيلومتراً، وهي مسافة قصيرة نسبياً، لكن السيطرة عليها تعني عملياً عزل مدينة غزة وشمالها عن الوسط والجنوب.
وشدد الدويري على أن عمليات التهجير القسري التي تطال أكثر من مليون مدني فلسطيني لا يمكن تنفيذها إلا عبر هجمات جوية ومدفعية مدمرة تستهدف الأحياء السكنية، بالتوازي مع تحركات برية محدودة وبطيئة داخل مناطق باتت خالية من السكان.