صراحة نيوز-الكاتب: المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي
صرّح مسؤول رفيع المستوى في مؤتمر صحفي مؤخرًا، وبنبرة يملؤها القلق الأبوي: “والله ما أنام الليل من كثرة القلق على الوطن”. هذا التصريح يوحي بصدق ما يقوله.
ولكن، من بين الجموع الحاضرة، كان هناك صوت خافت يردد: “نام وارتاح! عندنا رجل وجيش ليل ونهار ما ناموا”.
نعم يا سيدي المسؤول، نم قرير العين، فخلفك جيش من الرجال الأشداء، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين، الذين يربطون الليل بالنهار لتأمين هذا الوطن وشعبه. جهودهم لا تقتصر على الحدود فقط، بل تمتد لتشمل كل شبر في هذا الوطن، من أجل أن ينعم الجميع بالأمن والأمان.
وليس هذا فحسب، بل هناك المزارع الذي يسهر على أرضه، والعامل الذي يقضي ليله في مصنعه، والطبيب الذي يراقب حالة المرضى في المستشفى. هؤلاء جميعًا هم حماة الوطن الحقيقيون، الذين لا يبحثون عن الأضواء ولا يتحدثون عن قلقهم على شاشات التلفاز، بل يعملون بصمت وبلا كلل، لتستمر عجلة الحياة في الدوران.
نام يا سيدي المسؤول، فالقلق على الوطن ليس حكرًا على من يمتلك السلطة، إنه شعور يشارك فيه كل مواطن شريف، لكنه شعور يتحول إلى فعل، إلى عمل دؤوب وتضحية مستمرة، وليس مجرد كلمات تُقال في المؤتمرات الصحفية.
وإن كنت حقًا لا تنام من القلق، فاعلم أن هناك الملايين من أبناء الوطن الذين لا ينامون ليشعلوا قلقًا، بل ليعملوا بجد واجتهاد، لتأمين مستقبل أفضل لأبنائهم وللوطن.
فلا تقلق، فالوطن بخير ما دام فيه قائد هاشمي وشعب مخلص وجيش أبيّ، وما دام فيه عيون لا تنام، وأيادٍ تعمل، وقلوب تخلص. فما تخاف عليه، له رجاله.
