صراحة نيوز- شهدت الساحة السياسية مؤخراً توقيع اتفاقية دفاعية استراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، تقضي باعتبار أي اعتداء على أحد الطرفين اعتداءً على الطرف الآخر. ويُعد هذا الاتفاق خطوة مهمة تعكس وعياً سياسياً ورؤية استراتيجية نحو تعزيز التعاون الإسلامي وتوحيد المواقف في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
ويأتي هذا الاتفاق ليشكل إضافة نوعية في مسار التضامن الإسلامي، وتجسيداً عملياً لروح التكامل التي يجب أن تسود بين الدول العربية والإسلامية، خصوصاً مع دولة محورية كبرى مثل باكستان، التي أثبتت التزامها التاريخي بدعم القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي ظل التصعيد المستمر من قبل الاحتلال الصهيوني وما تشهده المنطقة من توترات متزايدة، يحمل هذا الاتفاق رسالة واضحة بأن العالم الإسلامي يمتلك الإرادة للتصدي لأي تهديدات تستهدف أمنه واستقراره.
ويُنتظر أن يشكل هذا التعاون الدفاعي نموذجاً يُحتذى به، وخطوة أولى نحو بناء منظومة دفاعية جماعية تشمل مختلف الدول العربية والإسلامية، بما يعزز القدرات المشتركة ويحمي السيادة الوطنية ويصون المصالح العليا.
كما أن التعاون المنشود لا يجب أن يقتصر على الجانب العسكري، بل من الضروري أن يمتد إلى مختلف المجالات: الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية والثقافية والإعلامية والإنسانية، لتحقيق تكامل شامل يُشكل الأساس لبناء أمة قوية ومؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي.
إننا أمام مرحلة تاريخية تتطلب تجاوز الخلافات والتشرذم، والتوجه نحو العمل الجماعي والتنسيق الاستراتيجي الذي يليق بثقل الأمة الإسلامية ومكانتها الحضارية. وهذه الاتفاقية تمثل بارقة أمل لشعوب المنطقة، ورسالة قوة واضحة لكل من يراهن على ضعفها، ودعوة عملية لإحياء مشروع الوحدة الإسلامية على أرض الواقع.