صراحة نيوز- بقلم / سري القدوة
لقد شكل رفع علم فلسطين على الأمم المتحدة بعد اعترافها بعضوية فلسطين المؤقتة خطوة مهمة في اتجاه إقامة الدولة الفلسطينية وتعد انتصارا لإرادة الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من اجل الحرية وتقرير المصير ولتبقي فلسطين حرة عربية ويعد رفع العلم الفلسطيني عاليا في سماء الأمم المتحدة إنجازا وطنيا يحظى باحترام كل الفصائل والمكونات السياسية الفلسطينية وكل أحرار العالم، ويعد أيضا وصمة عار على جبين المشككين والحاقدين والكارهين وأصحاب الأجندات الشخصية والحزبية الضيقة وصفعة قوية في وجه الاحتلال الإسرائيلي وخصوصا بعد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين .
العلم الفلسطيني يشكل العنوان الواضح والقوي للإرادة الشعبية الفلسطينية وقوة الحق الفلسطيني وهو تعبير عن حضارة شعب فلسطين بكل مقوماته الوطنية والثقافية والفكرية والتاريخية، لذلك كان يوما للعلم الفلسطيني وهو يوم ارتفع العلم الرسمي الفلسطيني خفاقا في سماء الأمم المتحدة، وان يكون علم فلسطين خفاقا بين أعلام دول العالم فهذا هو تعبير واقعي عن الإرادة والعزيمة والإصرار الوطني والكفاحي ومسرة النضال الفلسطيني الممتد عبر سنوات من النضال والكفاح لنيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .
اليوم تكون فلسطين اكبر من الجميع وهي العنوان الكفاحي وستبقى البوصلة نحو الوطن اغلي ما نملك ولن ينالوا من إرادة الشعب الفلسطيني العظيم وهذا ما يدفعنا الى ضرورة حماية منظمة التحرير الفلسطيني والحفاظ على مكونات الاستقلال الوطني الفلسطيني والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن إطار المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأيضا هي البيت والكينونة الفلسطينية وهي عنوان الشعب الفلسطيني الذي جسد بالدم خلال مسيرة طويلة من الكفاح والنضال والتضحية والشهداء ولم تكن المنظمة مجرد صدفة عابرة في حياة شعب فلسطين .
باتت المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية مهام واضحة وصريحة فليس هناك مجال للتشكيك في مصداقية التوجه الوطني لصياغة أساس موضوعي هادف لحماية الحقوق الفلسطينية والدفاع عن المستقبل الفلسطيني ليعيش الإنسان الفلسطيني حر كريم علي أرضه وبين شعبه وإنهاء كل إشكال الاحتلال وإعادة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية ووقف حرب الإبادة الجماعية وليستمر العمل ضمن المهام الوطنية في المرحلة المقبلة حيث يتطلب من الجميع مضاعفة الجهد لتوحيد الإمكانيات وتشكيل موقف وطني وإجماع شامل نحو تعزيز العلاقة الفلسطينية لصياغة المستقبل انطلاقا من قاعدة الوحدة الوطنية وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني التي هي فوق أي اعتبار .
ومما لا شك فيه ان الأولوية الوطنية في هذه المرحلة تطلب العمل من الجميع من اجل إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وتطوير أداء المؤسسات الفلسطينية لمواجهة سياسية الاحتلال والبدء في تنفيذ سلسلة من الخطوات الهامة لبناء الإنسان والمؤسسة القادرة على صياغة أسس التوجه الفلسطيني وإقامة دولة المؤسسات والانطلاق لتفعيل الحوار الوطني وبناء أوسع جبهة وطنية لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ترسيخا للثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها ضمان حق العودة وتقرير مصير الشعب الفلسطيني وضمان إنهاء حالة الانقلاب التي نتج عنها انقسام المؤسسات الفلسطينية .