صراحة نيوز- كشف تحقيق أجرته وكالة رويترز أن نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نفذ على مدى عامين عملية سرية لنقل آلاف الجثث من مقبرة جماعية كبرى في سوريا إلى موقع سري يبعد أكثر من ساعة بالسيارة في الصحراء النائية، بين عامي 2019 و2021. وجرى نقل جثث معتقلين قضوا تحت التعذيب من مقبرة القطيفة وحُفرت مقبرة جديدة ضخمة في صحراء الضمير، في ما أُطلق عليه اسم “عملية نقل الأتربة”.
وأظهرت التحقيقات أن الهدف من العملية كان التستر على جرائم النظام وتحسين صورته، بحسب شهادات الشهود المشاركين في العملية. وتضم المقبرة الجماعية في صحراء الضمير 34 خندقًا بطول كيلومترين، ما يجعلها من أوسع المقابر الجماعية التي حُفرت خلال سنوات الثورة السورية. وتشير التقديرات إلى احتمال دفن عشرات الآلاف من الأشخاص هناك، بينهم جنود وسجناء قضوا في السجون والمستشفيات العسكرية.
ونقلت رويترز شهادات لسائقين وفنيي إصلاح سيارات وضابط سابق من الحرس الجمهوري، أكدوا تحرك شاحنات محملة بالتراب والرفات البشري بين المقبرتين أربع ليال تقريبًا كل أسبوع. وأشار الضابط السابق إلى أن عملية النقل جاءت في أواخر 2018 بعد شعور الأسد بأنه اقترب من تحقيق النصر، وهدفها كان تطهير مقبرة القطيفة وإخفاء الأدلة على عمليات القتل الجماعي، مع تهديد المشاركين بالعقوبة القاتلة في حال إفشاء الأمر.
وقالت منظمات حقوقية سورية إن أكثر من 160 ألف شخص اختفوا خلال حكم الأسد، ويُعتقد أنهم مدفونون في عشرات المقابر الجماعية المنتشرة في البلاد. ويُعد التنقيب المنظم وتحليل الحمض النووي خطوة أساسية لفهم مصير هؤلاء الأشخاص، لكن نقص الموارد وعدم حماية المقابر يعوق هذه العملية حتى الآن.
وأكد محمد رضا جلخي، رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، أن التحدي يكمن في التعامل مع عشرات آلاف المفقودين، مطالبًا بتأهيل كوادر متخصصة في الطب الشرعي والبصمة الوراثية. وعلق محمد العبد الله، المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة، أن نقل الجثث عشوائيًا مثل ما حدث من القطيفة إلى الضمير أثر بشكل كارثي على عائلات القتلى، مؤكدًا أن تجميع هذه الجثث لإرجاعها إلى العائلات سيكون أمرًا معقدًا للغاية، رغم دعم الحكومة الجديدة لإنشاء لجنة المفقودين.