صراحة نيوز- نضال المجالي
المتقاعد: شريكٌ في العطاء لا زبونٌ في تجارة الزيت!
تظل المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء هي المظلة والبيت الدافئ لرفاق السلاح، الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن. ولقد جاءت مبادرات المؤسسة لتوفير السلع الأساسية، ومن أهمها زيت الزيتون، على نظام التقسيط، كبادرة كريمة للتخفيف من الأعباء المعيشية. غير أن الخبر المتداول مؤخراً حول توفير تنكة الزيت بسعر 140 ديناراً بقسط شهري 14 ديناراً، يثير في نفوسنا الكثير من علامات الاستفهام ويستدعي وقفة عتاب ومراجعة.
أين تذهب “الخدمة” أمام “الربح”؟
نعلم جميعاً الارتفاع الذي طال أسعار زيت الزيتون في السوق المحلي، ونقدّر جهود المؤسسة في توفير السلعة. ولكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه هنا: ما هي فلسفة تعامل المؤسسة مع منتسبيها؟
إننا نتطلع إلى المؤسسة على أنها كيان غير ربحي في التعامل مع المحاربين القدماء، بل كيان خدمي يعمل بمبدأ “التكلفة دون ربح” أو بهامش رمزي يغطي المصاريف الإدارية والتشغيلية فقط.
لو تم توفير تنكة الزيت بسعر التكلفة الفعلية للمؤسسة، لن تخسر المؤسسة شيئاً، بل ستكسب الأهم: ثقة ومحبة وامتنان رفاق السلاح.
إن المتقاعد العسكري هو شريك في بناء الوطن وحماية أمنه، وليس مجرد زبون يتم التعامل معه بمنطق السوق والتجارة وقيود الأسعار الربحية. شريكٌ يستحق الأولوية والأفضلية في السعر والخدمة تقديراً لعطائه الماضي ومكانته الحالية.
نداء لمراجعة شرط العمر في العمل وتأمينه
إضافة إلى هذا العتب الاقتصادي، لا بد من الإشارة إلى نقطة أخرى تتطلب إعادة نظر عميقة تتعلق بـشروط العمل التي توفرها المؤسسة.
إن وضع سقف عمري محدد (مثل 54 سنة) للاستفادة من فرص التوظيف التي تطرحها المؤسسة، أو للحصول على تأمين العمل المقدم للمتقاعد، هو قيد غير مبرر يحرم فئة واسعة من الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم.
إن عطاء المتقاعد العسكري لا يتوقف عند عمر التقاعد، وكثير منهم لا يزالون يمتلكون طاقات مهنية هائلة بعد هذا السن.
يجب أن تكون المؤسسة سبّاقة في تجاوز هذه القيود العمرية التي تفرضها بعض الجهات في شروط التوظيف، والسعي لضمان أن تكون فرص العمل والتأمين متاحة لجميع المتقاعدين دون تمييز في العمر، طالما أنهم قادرون على العطاء ومؤهلون للعمل.
كلمة أخيرة…
إننا نناشد إدارة المؤسسة، ممثلة في قيادتها الحكيمة، بإعادة النظر في سياسة تسعير السلع الأساسية ليكون السعر خدمياً، ومراجعة شرط العمر في فرص العمل لضمان أن تبقى المظلة شاملة لجميع المتقاعدين والمحاربين القدماء.
حفظ الله الاردن والهاشمين
الكاتب نضال انور المجالي

