العدينات: اميركا تعبث باستقرار المنطقه

5 د للقراءة
5 د للقراءة
العدينات: اميركا تعبث باستقرار المنطقه

صراحة نيوز- كتب د . ايمن العدينات

لا يخفى على احد كان بان ما يجري في غزه يتضمن احراج لكل حلفاء وشركاء اميركا الاستراتيجيين  في المنطقه كما تدعي اميركا لذلك  فان استمرار الحرب والعدوان الاسرائيلي الغاشم على اهلنا في غزه دون ادنى  قدره من العرب على وقف العدوان قد اصبح محرجا لكل الدول المحيطه وخاصة مصر والاردن ولا نستثني بقية الدول العربيه التي تداعت باجتماع طارئ لقمه عربيه ولم تفلح مما زعزع من ثقة الشعوب العربيه بقدرة العرب على مواجهة التحديات وايقاف الحرب .
ولا يخفى على احد كان ان مشاركة امريكا في الاعتداء على غزه سواء عن طريق إمداد إسرائيل بالاسلحه او مشاركة فرقة الدلتا قد ساهم في تأزيم الموقف ورسخ فكرة الشعوب العربيه عن الادارات الامريكيه كداعم حقيقي للجرائم الاسرائليه .
هذا الدعم الامريكي لاسرائيل احرج جميع دول المنطقه  خاصة  الأردن ومصر الأقرب لفلسطين والقضيه الفلسطينيه وايضا هذا الوضع اصبح يلقي ضغوطا كبيرا على  البلدين كون انه يتزامن ايضا مع تحديات كبيره تعانيان منها ففي الأردن   يتزامن هذا الوضع  مع ضعف الوضع الاقتصادي وهذا  مترجما بضعف الوضع المعيشي وارتفاع معدلات الفقر والبطاله وارتفاع عجز الموازنه والمديونيه وضعف النشاط الاقتصادي وفي ضوء ضعف الإصلاح الإداري مترجما بترهل ادارة القطاع العام وضعف حركته وغياب الكفاءات وفقدان التطوير والتحديث واستمرار والفساد المالي والإداري بقصد ومن غير قصد ويدل على ذلك تقرير ديوان المحاسبة المتخم بالملاحظات وفشل المؤسسات الخاصه والعامه وإفلاس الشركات وإقصاء الكفاءات والخبرات ويدلل على ذلك بهجرة العقول وأبعاد كل مبدع وحريص على مصلحة الوطن وكل ناجح تحت وقع اجندة المحاصصة والواسطه والمحسوبيه  وضعف الخدمات ويدل على ذلك ضعف قطاع النقل وعمليات الازدحامات المروريه العقيمه وضعف قطاعات التعليم  ويدل على ذلك تراجع الأردن في الاختبارات الدوليه وضعف رواتب المعلمين في هذا القطاع وضعف قطاع الصحه ويدل على ذلك طول فترات الانتظار للحصول على الخدمات الصحيه وعدم توفر بعض الادويه  ونقصها وخروج الكفاءات الطبيه للقطاع الخاص هذا بالاضافه الى تغول رجال الاعمال على مفاصل القرار وفساد الية انتاج النخب وتغول السلطه التنفيذيه على بقية السلطات وضعف الديمقراطيه من حيث الية إفراز مجلس النواب وبالتالي القيام بدوره الطبيعي في الرقابه على الحكومه والتشريع وهشاشة الاحزاب وافتقارها إلى موضوعية الطرح وضعف سقوفها وافتقار بعض  القائمين عليها للثقه الشعبيه وبالتالي فقدان الثقه بالية تصديرها للجماهير.
وعليه فانه وفي ظل وجود هذه الفجوات او الأمراض التي تعاني منها الدول العربيه وبلدنا فان امريكا ومن خلال دعمها للكيان الصهيوني الغاصب فإنها تعبث باستقرار المنطقه وان ما يجري حاليا في البحر الأحمر من خلال التأثير على سلاسل الامداد والتوريد سيفاقم من المشكلات الاقتصاديه والمعيشية مما يعني بأن بقاء العدوان على غزه سيعزز فتح الجرح وسيخرج هذا الدمل الكبير بكل ما فيه من اذى على الأوطان بنتائج لا يعرف عقباها ،

من هنا نقول بان على اميركا وقف العدوان فورا  وان مرحلة ما بعد غزه تتتطلب من
مراكز صنع القرار الانتباه والإسراع في معالجة هذه الأمور أعلاه من خلال اعادة إفراز النخب وتعزيز الديمقراطيه وتحسين الوضع الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال لتعزيز الاستثمار وأدواته وا لإسراع في الإصلاح الإداري وعمليات التحول الرقمي وتطوير الإعلام الرسمي  ومعالجة المؤسسات الفاشله واستقطاب الكفاءات ومعالجة الية اصدار القوانين وموجباتها وأسبابها لتكون ضمن دراسات اثر تشريعي واضحه ومهنيه وتعزيز المشاركة بين القطاع العام والخاص وفق اسس الشراكة الحقيقيه ومعالجة مشكلة توزيع الثروات والدخول وفق مؤشرات علميه وحقيقيه فمؤشر جيني (Gini Coefficient يشير إلى هذا التباين في الأردن وتوزيع مقدرات التنميه على المحافظات بعداله .
وختاما فانه على  الجميع مخافة الله في هذا الوطن الأغلى والأسمى على القلوب وعلى الجميع حمايته بالمهج والأرواح والالتفاف حول ملكنا المفدى في جميع خطوات الإصلاح التي تعالج هذه التشوهات التي أنتجتها الحكومات المتعاقبه وذلك بالرغم من التوجيهات الملكيه لها من خلال الأوراق النقاشية وخطب العرش وكتب التكليف الساميه التي كانت دائما تحث الحكومات على معالجة هذه الاختلالات المشار اليها .

سائلين المولى عز وجل ان يحفظ بلدنا الغالي وملكنا المفدى وولي عهده الامين من كل مكروه وسوء.

Share This Article