صراحة نيوز _د.عبدالمهدي القطامين
يوما بعد يوم وعاما بعد عام ومئوية تلو اخرى يثبت بوجه قاطع ان الحكمة هاشمية.، فالحكمة وحدها من ادارت الاردن في محيط مضطرب تعصف فيه الاحداث ويقتل بعضه بعضا وتنهار فيه دول قوية ذات اقتصادات ضخمة ويبقى الاردن وحده يواجه كل تقاطعات السياسة و الاقتصاد ويظل و حده سليما معافى رغم الصخب العالي والدمار الذي يحده من كل الجهات وهنا التساؤل ما هو السر في ذلك ..؟ولا يحتاج الامر الى كثير من التكهن او الضرب بالودع لمعرفة السر فكل ذي عينين يدرك ان القيادة الهاشمية ظلت وما زالت صمام امان الامن الوطني الشامل الذي ننعم به فهي قيادة تمتاز ببعد وعمق استراتيجي وتعرف كيف تفرض حضورها الدولي والاقليمي وكيف تحافظ على وطن منذ قيامه عاش على فوهة بركان جارف جرف الكثيرين وبقي هو الصخرة التي تقف في وجه السيل رغم قساوته .
حريُّ بالكثر او القلة التي تتأرجح بين الانتماء وعدمه وبين يقين الثقة
وعدمها ان يحكموا العقل قليلا ويسألون انفسهم السؤال الذي لا يرغبون بطرحه ماذا لو كان لدينا قيادة مغامرة عنترية استجابت لاصوات تدعو للمواجهة مع كل العالم وخوض حروب عبثية يكون نتيجتها انهيار كل شيء لا سمح الله ولا تفضي الى تحقيق اي هدف وفي علم العسكرية الاستراتيجية فأن الحروب تخاض لتحقيق الاهداف وليس لمجرد خوضها اذا امكنك تحقيق اهدافك بالسياسة فانت في غنى عن اي حرب ولعل الاردن القوي حقق اهدافه في البقاء الفاعل والامن الدائم بوسائله الدبلوماسية وبخطابه العقلاني وبحكمة ملوك هاشميين اداروا سفينة الوطن رغم هوج الرياح والعواصف .
لم يكن يوما هذا الوطن الا نصيرا لأهله وقومه عل امتداد الوطن العربي الذي يعاني وحين فرضت عليه الحرب خاضها بشرف وبسالة وقاتل حتى اخر لحظة في كل الحروب التي فرضت عليه وهو سيقاتل مرة اخرى وعلى رأي المتنبي
اذا لم يكن من الموت بد
فمن العار ان تموت جبانا .
الاردن ليست دولةمراهقة سياسيا ولا دولة يقودها تجار حروب ومغامرين قدموا على ظهور الدبابات بل هي دولة تقاد بشرعية تاريخية تستمد قوتها من تلاحم الشعب معها ومن المصير المشترك الذي فرضته سنوات طويلة من الرفق والتسامح والمحبة والحكمة بين الناس وبين ملوكهم وهي معادلة ستستمر بعون الله الى ما شاء الله.