في ذكرى رحيل العم جودت موسى المحيسن

2 د للقراءة
2 د للقراءة
في ذكرى رحيل العم جودت موسى المحيسن

صراحة نيوز  – كتب الدكتور زيد المحيسن

هذا هو العام الثاني لغيابكم ، هذا هو العام الثاني الذي يطوي رحيلكم عنا الى ارض الخلود الابدي ، ماعاد صوتك عبر  هاتفك الاسبوعي يسمع  ، مستفسرا عن الاهل والعشيرة وهموم الوطن .

بماذا ارثيك اليوم  ياعماه ؟! بدمع قد تجمد في المأق ، ام بكلمة ذابلة تتحشرج في الفاه فأستعيدها من قاع التردد لتبقي على خيط الحياة المدود ، لقد اسرجت الرحيل بلا سؤال ، وقد سكنتم قلوبنا قبل جوارحنا ، ليت الفراق ماكان ولا كانت مأسينا .

هذا صباح مر في فمي تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة وخواطر البوح ، لا الدمع يكفكف الم الرحيل ، ولا الوجع العميق يخفف لوعة الفراق .

في الرابع من شهر شباط غيب الردى قامة وطنية قومية انسانية عصية على الترويض ، خرجت من رحم مدينة الطفيلة ، ارض المجد والشموخ والكبرياء الوطني ، مدينة الصالحين والشهداء عبر التاريخ ، مدينة العمال والفلاحين والجند والموظفين وقبل هذا وذاك مدينة الاحرار والشرفاء الصادقين ، من رحم هذه التراكمية الوطنية والفكرية والثقافية ولد جودت المحيسن صاحب القامة والقيمة العالية  – تاريخا وارثا حضاريا وانسانيا ، ومن جوار قلعتها التاريخية الخالدة للعيان نشأ وبين جبالها وهضابها وسهولها تنقل طفلا يافعا – و دارسا ومعلما ونائبا وسفيرا وعينا وقبل هذا وذاك مناضلا وطنيا وقوميا اصيلا  .

نستذكركم اليوم – و في تاريخ وفاتكم ذكريات عطرة ومجيدة و  لنترحم عليكم وعلى عصركم الذهبي كيف صنعتم لنا  وطنا عزيزا كريما وعلى مدى تسعة عقود من عمركم بقيتم اوفياء  مخلصين لمبادئكم وملتزمين بنبض امتكم  لم تغريكم الاموال والشركات والعقارات بل كان همكم رضى الله و راحة الضمير ووخدمة المواطن والوطن معا .

رحمك  الله ياعماه  وجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة وجمعنا بكم في جنات النعيم بصحبة الانبياء والشهداء والصالحين انه سميع ونعم المجيب – انا لله وانا اليه راجعون .

Share this Article